التجديدات التربوية في التعليم السعودي
مقدمة
أصبح العالم الآن موجة سريعة من
التطورات والتغييرات والتحولات في شتى المجالات, التي تجعلنا نتفاعل مع هذه
التغييرات بشكل أو بآخر, وذلك لللحاق بحضارة الدول المتقدمة.
لاسيما أن مجال التعليم من أهم
المجالات التي يجب أن تواكب هذه التغييرات الجديدة, لأنها العمد الأساسي التي تركن
عليها المجالات الأخرى, فالأجيال المخرجة بيدهم تسارع أو تباطؤ التقدم مع الدول
المتقدمة, لذا يجب أن تولي وزارة التعليم نفسها اهتماما متزايداً لتطوير وتحسين
مستوى تحصيلها والنهوض بمجتمع متفاعل مع التحولات التقنية.
وعليه فقد شملت نظم التربية والتعليم
عدداً من الإصلاحات والتجديدات في النظام التعليمي للوصول إلى مستوى الجودة وهي "المطابقة مع
المتطلبات" كما عرّفها (كروسبي, 1979).
والتجديدات التربوية تعتمد في خططها
على التعاون الدولي, من حيث تبادل الخبرات والتجارب الناجحة, التي تسهم في إصلاح
مشكلات التعليم, واكتشاف بدائل جديدة لنظام التعليم القائم أو لبعض عناصره في سبيل
الإصلاح.
وقد يستخدم مصطلح التجديد بطريقة
تبادلية مع مصطلحات أخرى مثل الابتكار و الاستحداث. "فالتجديد لفظاً يعني
تصيير الشيء جديداً ، و قد ينظر إلى التجديد كعملية ترمي إلى إدخال إصلاحات على
الشيء القديم . أو ينظر إليه على أنه عملية تعويض القديم بالجديد و في هذا تمكن
عملية خلق تجعل التجديد أقرب إلى الابتكار منه إلى الإصلاح".(بدر الصالح،2008م
:7-8 )
وفي هذه الورقة البحثية سيتم ذكر بعض
النماذج للتجديدات التربوية في التعليم السعودي, و توضيح أهم هذه التجديدات
التربوية ومبررات ذلك, وتوضيح مدى ارتباطه بتقنيات التعليم في تعريف باربرا سيلز,
وريتا ريتشي لتكنولوجيا التعليم(1994).
نماذج من التجديدات التربوية في
التعليم السعودي:
أولا:برنامج نور (نظام نور)
برنامج نور من أكثر البرامج متقدمة
تكنولوجياً في نظام الإدارة التربوية, فهو يخدم جميع منسوبي التعليم وأولياء
الأمور, ويساهم في إعداد التقارير المطلوبة وتوفير المعلومات الأساسية عن العملية
التربوية, من خلال قاعدة بيانات مركزية مرتبطة مع الأنظمة الأخرى الحالية
والمستقبلية.
والبرنامج يأتي كجزء من منظومة
متكاملة للتحول الإلكتروني تشمل أنظمة متعددة مثل نظام "فارس" لأتمتة
الشئون المالية والبشرية والإدارية ونظام "إنجاز" لأتمتة الأعمال
المكتبية والأرشفة وتدفق المعاملات ونظام "الخارطة التعليمية" لأتمتة
العمليات المكانية والجغرافية والربط الشبكي الواسع الذي يغطي جميع المدارس بشبكة
الإنترنت ونظام "لقاء" للاجتماعات المرئية عبر المملكة.(واس, 2012)
أهداف البرنامج
البرنامج يهدف ليكون نظاماً متكاملاً
لإدارة مدارس وزارة التعليم ويؤدي كافة متطلبات المدارس وإدارات التعليم و وزارة
التعليم فيما يخص إدارة المدارس وإعداد التقارير اللازمة وتوفير المعلومات عن
العملية التعليمية والتربوية ، ويشمل البرنامج ما يلي:
- توفير نظام متكامل للإدارة التربوية يمكن المدرسة من تأدية
وظائفها إلكترونياً ويوفر المعلومة الآمنة للمستفيدين آنياً.
- شمول النظام لجميع أنواع التعليم و مراحله ومدارسه.
- تمكين ودعم المسئولين من متابعة سير العملية التعليمية والتربوية
والحصول على التقارير اللازمة.
- إمكانية استخدام البرنامج والوصول للبيانات بشكل آمن من أي مكان .
- تسهيل وتسريع عمليات النظام التعليمي.
- التيسير على المستفيدين بإجراء العمليات والحصول على الخدمات
والمعلومات على مدار الساعة من أي مكان.
وصف
البرنامج
يُعد برنامج نور من أضخم الأنظمة
المعلوماتية في المنطقة إن لم يكن أضخمها على الإطلاق فقد تم على البرنامج أكثر من
21 مليار عملية وحجم تبادل المعلومات من وإلى قاعدة بيانات النظام أكثر من 500
تيرابايت وعدد المستخدمين المتزامنين في ذروة عمل النظام أكثر من 250 ألف مستخدم
فعال في نفس اللحظة وعدد المستخدمين المسجلين على النظام أكثر من 8 ملايين مستخدم.
وهو نظام معلوماتي شامل للعملية التعليمية يشمل جميع المدارس التي تشرف عليها
الوزارة. ويوفر الوظائف والخدمات المعلوماتية التي تخدم المدرسة ومكوناتها سواءً
مباشرة في المدرسة أو في الجهات التي تخدم المدرسة مباشرة أو غير مباشرة. يوفر
برنامج نور أكثر من 4000 وظيفة وخدمة إلكترونية لـ 56 شريحة مختلفة من المستخدمين.
من هذه الخدمات الإلكترونية 35 خدمة للمعلم و 16 خدمة للطالب و 20 خدمة لولي الأمر
و 91 خدمة لمدير المدرسة.
ونظام نور هو منظومة من 55 نظام
متكامل من أهمها:
- نظام قبول المستجدين
- نظام الاختبارات
- نظام الإشراف التربوي
- نظام النشاط الطلابي
- نظام التوجيه والإرشاد
- نظام شؤون المعلمين
- نظام الموهوبين
إنجازات البرنامج
- إمكانية رصد
الدرجات ونشرها في زمن قياسي .
- كثير من المعلومات والخدمات متوفرة للمستفيد على مدار الساعة من
أي مكان في العالم ومنها (سجل الدرجات والشهادات وقبول الطلاب في المدرسة) .
- هناك وظائف متاحة في النظام لتعزيز التواصل بين البيت والمدرسة .
- ضبط تطبيق خطط المناهج الدراسية وحساب علامات الطلاب .
- تدقيق معلومات الطلاب والمعلمين في المدارس .
- توفير أنظمة معلوماتية لكثير من الوظائف التي كانت تتم ورقياً مما
يرفع من كفاءة الأنظمة التعليمية وجودتها .
- بعد الانتهاء من تطبيق نظام شؤون المعلمين وسيتاح ضبط أفضل
للتشكيلات الإشرافية ومعرفة جوانب القوة والخلل في توزيعها .
- تلافي الكثير من الأخطاء في إدخال البيانات حيث أصبحت المعلومة في
كثير من الأحيان نتاج لعملية .
- إتاحة الكثير من التقارير للمسئولين والمشرفين .
جوائز البرنامج
فوز برنامج/نظام "نور" على
مستوى العالم بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات فئة التطبيقات المعلوماتية
للتعليم 2012 وهي جائزة تُقدم من الاتحاد الدولي للاتصالات, وحصل كذلك على جائزة
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للتميز في التعاملات
الإلكترونية لتقديم أفضل خدمة لأفراد المجتمع.
من أهم نماذج التجديدات من وجهة
نظري (نظام نور)
v المبررات:
عملت على برنامج نورة لفترة وجيزة في
عام (1432هـ), وجدتُ أنه يتسم بسهولة الاستخدام بالرغم من عدم التحاقي بأي دورات
تدريبية لبرنامج (نور), واتضح لي كذلك بمدى فاعليته الكبيرة في قدرته على تنفيذ
الخدمات الإدارية التعليمية الكترونياً وبكل سهولة ودقة, فالبرنامج استطاع في غضون
سنوات قليله أن يضيف بصمته في النظام التعليمي ويثبت وجوده فعلياً.
نظام نور أصبح في جميع المدارس حيث
انه يعمل على تخزين جميع بيانات منسوبي التعليم (المعلمين, الطلاب, الإداريين,
المشرفين,...) وإجراء معظم الخدمات التعليمية الكترونياً, كما أنه أصبح كوسيط بين
الطالب والمدرسة, وولي الأمر والمدرسة, مما سهّل عليهم الكثير من العمليات
التعليمية, كرصد درجات الطلبة بدقة متناهية وجودة عالية, إضافة إلى عدم التأخر في
رفعها إلى الموقع ووضع وقت مناسب لرفع الدرجات لكي يحصل الطالب على الشهادة بأسرع
وقت ممكن من خلال الدخول على البرنامج باسم المستخدم و كلمة المرور, وغيرها من
الخدمات التي يوفرها نظام نور من تسجيل الطلاب في المدارس بشكل آلي, والدقة في حفظ
المدخلات, والشمولية في عرض المخرجات, والأمان الالكتروني بحيث أنه لا يحتاج إلى
نسخ احتياطي للبيانات.
نظام نور وارتباطه بتقنيات
التعليم في تعريف باربرا سيلز, وريتا ريتشي لتكنولوجيا التعليم(1994):
نظام نور يعد نموذجاً مبتكراً تم فيه
مراعاة احتياجات العملية التعليمية بالشكل الدقيق في مرحلة التصميم, ومن ثم تم
تحويل مواصفات التصميم إلى صيغ مادية متمثلةً في (برنامج نور) وهذا ما يطلق عليه
بمرحلة التطوير, ومن ثم جاءت مرحلة التنفيذ وهي تبني البرنامج وتنفيذه في القطاع
التعليمي, كما انه يحتوي على قاعدة بيانات مركزية تتم فيها إدارة المعلومات وهي
مرحلة الإدارة, كما أن الشركة حرصت على جودة وفاعلية النظام وتطوره حيث أنها أصدرت
العام الماضي(2014) إصدارها الجديد للنظام مما دلّ على متابعتها ومراجعتها للنظام
بشكل دائم وهذا ما سيجعله متقدماً في أدائه و استمراريته.
ثانيا : تعديل مسمى مدير المدرسة
أوصى ملتقى "الرؤى
المستقبلية" الذي نظمته وزارة التعليم في شهر ربيع الثاني عام 1436هـ تعديل
مسمى مدير المدرسة إلى مسمى قائد المدرسة ضمن التوجهات التنظيمية والإدارية،
وإتباع أساليب التمكين الحديثة لمنح القيادة المدرسية مزيداً من الصلاحيات ومنحها
حوافز مادية ومعنوية.
كما أكد الملتقى أنه سيتم وضع ضوابط
واليات للقيادات المدرسية, لكي تسعى في تطوير النظام المدرسي, وأشار وكيل وزارة
التعليم لشؤون البنين رئيس اللجنة التوجيهية الدكتور عبدالرحمن البرّاك إلى بناء
برامج تدريبية لمساعدة القيادات التربوية في تنمية القيم الوطنية في المجتمع
المدرسي،وإعداد برنامج لإعداد القادة يستهدف المعلمين والمعلمات ممن تتوفر لديهم
السمات القيادية، وتعزيز الدور الأساسي للقيادة المدرسية في مسؤولية قيادة التعليم
والتعلم داخل المدرسة ودعمها بالإمكانات التي تحقق التغيير الإيجابي.
تعليقات
إرسال تعليق